الله عنهما في "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله" قال: "لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاَّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاَّ بالله".
وأخرج أيضاً عن زهير بن محمد أنَّه سئل عن تفسير "لا حول ولا قوة إلاَّ بالله"، قال: "لا تأخذ ما تحبُّ إلاَّ بالله، ولا تمتنع مما تكره إلاَّ بعون الله"1.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقول: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله يوجب الإعانة؛ ولهذا سنَّها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذِّن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، وقال المؤمن لصاحبه: {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ} 2، ولهذا يُؤمر بهذا من يخاف العين على شيء، فقوله: ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان، فلا يأمن، بل يؤمن بالقدر، ويقول: لا قوة إلاَّ بالله، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المتفق عليه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هي كنز من كنوز الجنَّة"، والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع، وذلك أنَّها تتضمّن التوكّل والافتقار إلى الله تعالى، ومعلوم أنَّه لا يكون شيء إلاَّ بمشيئة الله وقدرته، وأنَّ الخلق ليس منهم شيء إلاَّ ما أحدثه الله فيهم، فإذا انقطع القلب للمعونة منهم وطلبها من الله فقد طلبها من خالقها الذي لا يأتي بها إلاَّ هو ... ولهذا يأمر الله بالتوكّل عليه