الثالثة بعد المائة: بعض الناس يتخذ من يوم مولده عيدًا، ويسميه عيد الميلاد. إن الاحتفال بمولد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدعة، فما بالك بغيره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ليس في الإسلام أعياد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى، ولكن لك أن تفعل في اليوم السابع من الميلاد ما يسمى بالنسيكة (أي: العقيقة) لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى، ويحلق رأسه». رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني في «صحيح الجامع».

واعلم أنه قد ورد حديث يفيد إباحة العقيقة لأربع عشرة ولإحدى وعشرين، وهذا الحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع» وضعفه الحافظ ابن حجر وهو (4132): «العقيقة تذبح لسبع، أو لأربع عشرة، أو لإحدى وعشرين». (صحيح) الطبراني في «الأوسط»، والضياء عن بريدة «الروض النضير» (166)، و «الإرواء» (1170).

قال الترمذي: (والعمل على هذا عند أهل العلم: يستحبون أن يذبح عن الغلام، العقيقة يوم السابع، فإن لم يتهيأ يوم السابع فيومَ الرابع عشر، فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين).

جاء في «تحفة الأحوذي» (جـ5 ص: 78، 80) تعليقًا على هذا القول: قال الحافظ في «الفتح»: بعد أن نقل قول الترمذي هذا ما لفظه: لم أر هذا صريحًا إلا عن أبي عبد اللَّه البوشنجي، ونقله صالح بن أحمد عن أبيه، وورد فيه حديث أخرجه الطبراني من رواية إسماعيل بن مسلم عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه، وإسماعيل ضعيف. وذكر الطبراني أنه تفرد به، انتهى كلام الحافظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015