العين حق

عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استُغْسلتم فاغسلوا». رواه أحمد ومسلم.

جاء في «تحفة الأحوذي» (جـ6 ص 181، 182):

(«العين» أي: أثرها «حق» لا بمعنى أن لها تأثيرًا بل معنى أنها سبب عادي كسائر الأسباب العادية بخلق اللَّه تعالى عند نظر العائن إلى شيء وإعجابه ما شاء من ألم أو هلكة.

قوله: «لو كان شيء سابق القدر» بالتحريك أي لو أمكن أن يسبق شيء القدر في إفناء شيء وزواله قبل أوانه المقدر له «لسبقته» أي: القدر «العين» لكنها لا تسبق القدر، فإنه تعالى قدر المقادير قبل الخلق. قال الحافظ: جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين لا أنه يمكن أن يرد القدرَ شيءٌ إذ القدر عبارة عن سابق علم اللَّه وهو لا راد لأمره (?).

وحاصله لو فرض أن شيئًا له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين لكنها لا تسبق فكيف غيرها انتهى. قال النووي: فيه إثبات القدر وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر اللَّه تعالى ولا تقع إلا على حسب ما قدرها اللَّه تعالى وسبق بها علمه. فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر اللَّه تعالى وفيه صحة أمر العين وأنها قوية الضرر انتهى). اهـ من «تحفة الأحوذي».

العين: عينان: إنسية وجنية: جاء في «زاد المعاد» لابن القيم رحمه اللَّه بتحقيق الأرنؤوط أثابه اللَّه تعالى (جـ4 ص 164):

والعين: عينان: عينٌ إنسية، وعينٌ جنِّيّة، فقد صح عن أم سلمة، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: «استرقوا لها، فإن بها النظرة» (?).

قال الحسين بن مسعود الفراء: وقوله «سفعة». أي: نظرة، يعني: من الجن. يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح). اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015