اللَّه (?).
ب- ما هي شروط الحجاب الشرعي:
جاء في «روائع البيان» ما يلي: يشترط في الحجاب الشرعي بعض الشروط الضرورية وهي كالآتي:
أولاً: أن يكون الحجاب ساترًا لجميع البدن لقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ}.
ثانيًا: أن يكون كثيفًا غير رقيق، لأن الغرض من الحجاب الستر، فإذا لم يكن ساترًا لا يسمّى حجابًا، لأنه لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر، وفي حديث عائشة أن (أسماء بنت أبى بكر) دخلت على رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... الحديث (?).
ثالثًا: ألاّ يكون زينة في نفسه، أو مبهرجًا ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار لقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ} الآية، ومعنى: {مَا ظَهَرَ مِنْهَا} أي: بدون قصد ولا تعمد، فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز ارتداؤه، ولا يسمى (حجابًا) لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.
رابعًا: أن يكون فضفاضًا غير ضيق، لا يشف عن البدن، ولا يجسم العورة، ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم، وفي «صحيح مسلم» عن رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». وفي رواية أخرى: «وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام» (?). رواه مسلم.