عليه شملة قد اتزر بها، وأخرى قد اتشح بها، فلما رآني توارى عني بالشجر. فقلت: ليس الجفاء من أخلاق المؤمنين، فلكمني وأوصني، فخر ساجداً وجعل يقول: هذا مقام من لاذ بك واستجار بمعرفتك والف بمحبتك، فيا إله القلوب (وما تحويه من جلال عظمتك) ، احمني عن القاطعين لي عنك، قال: فغاب عني فلم أره) . قال سعيد الأفريقي رأيت جارية ببيت المقدس عليها درع شعر وخمار صوف، وهي تقول: ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله، وأوحش خلوة من لم تكن أنيسه. فقلت: يا جارية ما قطع الخلق عن الله؟ فقالت: حب الدنيا، إن لله عباداً سقاهم من حبه شربة فولهت قلوبهم فلم يحبوا مع الله غيره.