وكنت أحب أن أبيت في المسجد، وما كنت أترك، فلما كان في بعض الأيام بصرت في الرواق بحصر قائمة، فلما أن صليت العتمة وراء الامام، أتيت الحصر فاختبأت وراءها، وانصرف الناس والقوام، ثم خرجت إلى الصخرة، فلما سمعت فلق الأبواب وقعت عيني على المحراب، وقد انشق ودخل منه رجل، ثم رجل، إلى أن تم سبعة. واصطف القوم، فلم أزل واقفاً شاخصاً زائل العقل إلى أن انفجر الصبح، فخرج القوم على الطريق الذي دخلوه) . قال ابن باكويه، وحدثنا أحمد ابن هرون الفارسي، حدثنا الحسن ابن محمد ابن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد ابن محمد الأنصاري، قال سمعت محمد ابن احمد النيسابوري، قال سمعت ذا النون، يقول: (بينا أنا في بعض جبال بيت المقدس سمعت صوتاً يقول ذهبت الآلام عن أبدان الخدام، وولهت بالطاعة عن الشراب والطعام، والفت قلوبهم طول المقام، بين يدي الملك العلام، فتبعت الصوت، فإذا أمرد مصفر الوجه يميل مثل الغصن إذا حركته الريح،