كان الزبير ممن هاجر إلى الحبشة ولم يطل الإقامة بها، وقال جابر: فاز بهجرتين: هجرة الحبشة، وهجرة المدينة.
قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: (من يأتنا بخبر بني قريظة؟ فقال الزبير: أنا، فذهب على فرس له، فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية، فقال الزبير: أنا، فذهب، ثم الثالثة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري، وحواري الزبير).
قال الثوري: هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة: حمزة وعلي والزبير.
وعن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.
هذا فيه دلالة على أن الزبير رضي الله عنه وأرضاه ما ترك غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكفي الزبير أن الله بشره على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو يمشي على رجليه بين الناس! عن مروان بن الحكم قال: أصاب عثمان رعاف شديد عام الرعاف حتى تخلف عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف، قال: وقالوها؟ قال: نعم، قال: من هو؟ فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ذلك ورد عليه نحو ذلك، فقال عثمان: قالوا: الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم وأحبهم إلى رسول الله.
يعني: كأن عثمان رضي الله عنه وأرضاه يفضل الزبير على علي، والصحيح الراجح أن التفضيل هو على نفس ترتيب الخلافة: الأول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم باقي الستة المشهورين: سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد والزبير وطلحة بن عبيد الله.