ونجد الآن أن الطعن في قلب الإسلام وكبده لا يأتي إلا عن طريق الطعن في الصحابة، إما ترويج لفكر الشيعة والتنقيص من عمر بن الخطاب أو من أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما، وهما من أعمدة هذا الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتنقيص من الشريعة نفسها من خلال الطعن في أبي هريرة رضي الله عنه؛ لأن المستشرقين يريدون هدم السنة، والسنة بأسرها على لسان أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، هذا الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متأخر في الإسلام، لكنه صدق الله فصدقه الله، قال: (يا رسول الله! ما أحفظ عنك شيئاً ولا أعقل عنك شيئاً)، لكنه كان صادقاً مع ربه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابسط ثوبك، ثم وضع يده على صدره ودعا له، قال: والله ما لبثت أن انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديثه إلا وعقلته وفهمته كله، وما كتبت بيضاء في سوداء)، فحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما قاله، ولذلك جاء المستشرقون يريدون ضرب سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصاحب الجليل أكثر الناس رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحرب التي تدور اليوم على الإسلام لا تدور علانية، ولكن من تحت أحزاب كما يقولون، فيضربون الإسلام في الثوابت، ويجعلونها حرباً على الثوابت، فإذا أرادوا أن يحاربوا الإسلام حاربوه في الجبال الشم الشوامخ، إما في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم السنة من تحت كما يقولون وإما علناً.