فَكتب الْوَزير الْحَافِظ ابو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم عِنْد وُقُوفه على هَذِه الرسَالَة مَا نَصه
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله وعَلى اصحابه الاكرمين وازواجه امهات الْمُؤمنِينَ وَذريته الفاضلين الطيبين
اما بعد يَا أخي يَا ابا بكر سَلام عَلَيْك سَلام أَخ مشوق طَالَتْ بَينه وَبَيْنك الأميال والفراسخ وَكَثُرت الْأَيَّام والليالي ثمَّ لقيك فِي حَال سفر ونقلة ووادك فِي خلال جَوْلَة ورحلة فَلم يقْض من محاورتك اربا وَلَا بلغ فِي مجاورتك مطلبا واني لما احتللت بك وجالت يَدي فِي مَكْنُون كتبك ومضمون دواوينك لمحت عَيْني فِي تضاعيفها درجا فتأملته فَإِذا فِيهِ خطاب لبَعض الْكتاب من مصاقبينا فِي الدَّار أهل افريقية ثمَّ مِمَّن ضمته حَاضِرَة قيروانهم إِلَى رجل اندلسي لم يُعينهُ باسمه وَلَا ذكره بنسبه يذكر لَهُ فِيهَا ان عُلَمَاء بلدنا بالأندلس وان كَانُوا على الذرْوَة الْعليا من التَّمَكُّن بافانين الْعُلُوم وَفِي الْغَايَة القصوى من التحكم على وُجُوه المعارف فان هممهم قد قصرت عَن تخليد مآثر بلدهم وَمَكَارِم مُلُوكهمْ ومحاسن