هَذَا الْمَدْح سيد بني حمدَان لسلا بِهِ عَن مدح شاعره الَّذِي سَاد كل شَاعِر وَرَأى ان هَذِه الطَّرِيقَة أولى بمدح الْمُلُوك من كل مَا تفنن فِيهِ كل ناظم وناثر
وان ذكر الغربة عَن الأوطان ومكابدة نَوَائِب الزَّمَان قَالَ ... قَالَت وَقد مزج الْفِرَاق مدامعا ... بمدامع وترائبا بترائب ... اتفرق حَتَّى بمنزل غربَة ... كم نَحن للأيام نهبة ناهب ... وَلَئِن جنيت عَلَيْك ترحة راحل ... فَأَنا الزعيم لَهَا بفرحة آيب ... هَل ابصرت عَيْنَاك بَدْرًا طالعا ... فِي الْأُفق الا من هِلَال غارب ...
وَهل من شعرائكم من تعرض لذكر الْعِفَّة فاستنبط مَا يسحر بِهِ السحر ويطيب بِهِ الزهر وَهُوَ ابو عمر بن فرج فِي قَوْله ... وطائعة الْوِصَال عففت عَنْهَا ... وَمَا الشَّيْطَان وفيهَا بالمطاع ... بَدَت فِي اللَّيْل سافرة فباتت ... دياجي اللَّيْل سافرة القناع ... وَمَا من لَحْظَة الا فِيهَا ... إِلَى فتن الْقلب لَهَا دواعي ... فملكت النهى جمحات شوقي ... لأجري فِي العفاف على طباعي ... وَبت بهَا مبيت السقب يظما ... فيمنعه الكعام من الرَّضَاع ... كَذَاك الرَّوْض مَا فِيهِ لمثلي ... سوى نظر وشم من مَتَاع ... وَلست من السوائم مهملات ... فأتخذ الرياض من المراعي ...