الَّذِي أختاره اِسْعَدْ بِهِ فَكَمَا لَا نَدع اسماعيل بن الْقَاسِم فَكَذَلِك لَا ننازع فِي مُحَمَّد بن هَانِيء سوأنا وَالْعدْل أولى مَا حرص عَلَيْهِ وَالنّصف افضل مَا دعِي اليه بعد التَّفْصِيل الَّذِي لَيْسَ هَذَا مَوْضُوعه وعَلى مَا ذكرنَا من الْإِنْصَاف تراضي الْكل

وَهَذِه بَغْدَاد حَاضِرَة الدُّنْيَا ومعدن كل فَضِيلَة والمحلة الَّتِي سبق أَهلهَا إِلَى حمل ألوية المعارف والتدقيق فِي تصريف الْعُلُوم ورقة الْأَخْلَاق والنباهة والذكاء وحدة الأفكار ونفاذ الخواطر وَهَذِه الْبَصْرَة وَهِي عين الْمَعْمُور فِي كل مَا ذكرنَا وَمَا اعْلَم فِي أَخْبَار بَغْدَاد تأليفا غير كتاب أَحْمد بن أبي طَاهِر وَأما سَائِر التواريخ الَّتِي الفها أَهلهَا فَلم يخصوا بلدتهم بهَا دون سَائِر الْبِلَاد وَلَا اعْلَم فِي أَخْبَار الْبَصْرَة غير كتاب عمر بن شبة وَكتاب لرجل من ولد الرّبيع بن زِيَاد الْمَنْسُوب إِلَى أبي سُفْيَان فِي خطط الْبَصْرَة وقطائعها وكتابين لِرجلَيْنِ من أَهلهَا يُسمى أَحدهمَا عبد الْقَادِر كريزي النّسَب فِي وصفهَا وذكرا أسواقها ومحالها وشوارعها وَلَا اعْلَم فِي أَخْبَار الْكُوفَة غير كتاب عمر بن شبة وَأما الْجبَال وخراسان وطبرستان وجرجان وكرمان وسجستان والسند وارمينية وإذربيجان وَتلك الممالك الْكَثِيرَة الضخمة فَلَا اعْلَم فِي شَيْء مِنْهَا تاليفا قصد بِهِ أخيار مُلُوك تِلْكَ النواحي وعلمائها وشعرائها واطبائها وَلَقَد تاقت النُّفُوس إِلَى ان يتَّصل بِنَا تاليف فِي أَخْبَار فُقَهَاء بَغْدَاد وَمَا علمناه علم على أَنهم الْعلية الرؤساء والاكابر العظماء وَلَو كَانَ فِي شَيْء من ذَلِك تأليف لَكَانَ الحكم فِي الاغلب ان يبلغنَا كَمَا بلغ سَائِر تآليفهم وكما بلغنَا كتاب حَمْزَة بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ فِي أَخْبَار اصبهان وَكتاب الْموصِلِي وَغَيره فِي أَخْبَار مصر وكما بلغنَا سَائِر تآليفهم فِي انحاء الْعُلُوم وَقد بلغنَا تاليف القَاضِي أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن عبدون القيرواني فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015