ملاذ الْأُمَم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمُوجب طَاعَته خَالق الْخلق رب العاملين إِذْ قَالَ الله تَعَالَى {أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم}
وَإِن الْتفت إِلَى الْمَأْمُور بِهِ فَهُوَ ذب عَن الْحق الْمُبين ونضال دون حجَّة الدّين وَقطع لدابر الْمُلْحِدِينَ وَإِن رجعت إِلَى نَفسِي وَقد شرفت بِالْخِطَابِ بِهِ من بَين سَائِر الْعَالمين رَأَيْت المسارعة إِلَى الإذعان والامتثال فِي حَقي من فروض الْأَعْيَان إِذْ يقل على بسيط الأَرْض من يسْتَقلّ فِي قَوَاعِد العقائد بِإِقَامَة الْحجَّة والبرهان بِحَيْثُ يرقيها من حضيض الظَّن والحسبان الى يفاع الْقطع والاستيقان فانه الْخطب الجسيم وَالْأَمر الْعَظِيم الَّذِي لَا تستقل بأعيانه بضَاعَة الْفُقَهَاء وَلَا يضطلع بأركانه إِلَّا من تخصص بالمعضلة الزباء لما نجم فِي أصُول الديانَات من الْأَهْوَاء
وَاخْتَلَطَ بمسالك الْأَوَائِل من الفلاسفة والحكماء فَمن بواطن غيهم كَانَ استمداد هَؤُلَاءِ فانهم بَين مَذَاهِب الثنوية والفلاسفة يَتَرَدَّدُونَ وحول حُدُود الْمنطق فِي مجادلاتهم يدندنون وَلَقَد طَال تفتيشي عَن شبه خَصمه لما تقدر على قمعه وخصمه وَفِي مثل ذَلِك أنْشد ... عرفت الشَّرّ لَا للشر ... لَكِن لتوقيه ... وَمن لَا يعرف الشَّرّ ... من النَّاس يَقع فِيهِ ...