وَأُمُور يُنْكِرُونَهَا وتجيء سنه أَلفَيْنِ فَيَقُول الْمُؤمن هَذِه هَذِه ثمَّ تنكشف فَمن سره مِنْكُم أَن يزحزح عَن النَّار وَيدخل الْجنَّة فلتدركه موتته وَهُوَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وليأت الى النَّاس مَا يحب أَن يُؤْتِي إِلَيْهِ وَمن تَابع إِمَامًا وَأَعْطَاهُ صَفِيَّة قلبه وَثَمَرَة فُؤَاده فليعطه مَا اسْتَطَاعَ فَقلت أناشدك الله أَنْت سمعته من رَسُول الله قَالَ سَمِعت أذناي ووعى قلبِي فَقلت هَذَا ابْن عمك يَأْمُرنَا أَن نَأْكُل اموالنا بَيْننَا بِالْبَاطِلِ وان قيل أَنْفُسنَا فَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ} الْآيَة قَالَ فَجمع يَدَيْهِ فوضعهما على جَبهته ثمَّ نكس رَأسه فَقَالَ أطعه فِي طَاعَة الله واعصه فِي مَعْصِيّة الله
فبهذه الْأَحَادِيث يتَبَيَّن أَن الطَّاعَة وَاجِبَة للأئمة وَلَكِن فِي طَاعَة الله لَا فِي مَعْصِيَته
وَمِنْهَا أَن يعرف أَن خطر الْإِمَامَة عَظِيم كَمَا أَن فوائدها فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عَظِيمَة وَأَنَّهَا إِن روعيت على وَجههَا فَهِيَ سَعَادَة وان لم تراع على وَجههَا فَهِيَ شقاوة لَيْسَ فَوْقهَا شقاوة فقد روى ابْن عَبَّاس رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ انه أقبل وَفِي الْبَيْت رجال من قُرَيْش فَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ قَالَ الْأَئِمَّة من قُرَيْش مَا قَامُوا فِيكُم بِثَلَاث مَا إِن استرحموا رحموا وَإِن حكمُوا عدلوا وان قَالُوا أَوْفوا وَمن لم يفعل ذَلِك فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا الصّرْف النَّافِلَة وَالْعدْل الْفَرِيضَة وَهَذَا قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا أعظم الْخطر فِي أَمر يَنْتَهِي الى أَلا يقبل بِسَبَبِهِ فَرِيضَة وَلَا نَافِلَة وَقد روى أَيْضا انه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من حكم بَين اثْنَيْنِ فجار وظلم فلعنة الله على الظَّالِمين وَقد روى أَبُو هُرَيْرَة أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ثَلَاثَة لَا ينظر الله اليهم يَوْم الْقِيَامَة الإِمَام الْكذَّاب الشَّيْخ الزَّانِي والعائل المزهو وروى الْحسن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم