من الْخلق بتباعد من الله إِن الله تَعَالَى لَيْسَ بَينه وَبَين أحد من خلقه قرَابَة يعظمهم بهَا وَلَا يصرف عَن أحد شرا إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاع مرضاته وَاجْتنَاب سخطه وان الله تَعَالَى يعْصم من أطاعه وَلَا يعْصم من عَصَاهُ وَلَا يجد الهارب مِنْهُ مهربا وَقد روى عمر بن الحكم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة وَأمر عَلَيْهِم رجلا من أَصْحَابه فَأمر ذَلِك الرجل عبد الله بن حذاقة وَكَانَ ذَا دعابة فاوقد نَارا وَقَالَ ألستم سَامِعين مُطِيعِينَ لأميركم قَالُوا بلَى قَالَ عزمت عَلَيْكُم الا وَقَعْتُمْ فِيهَا ثمَّ قَالَ إِنَّمَا كنت أَلعَب مَعكُمْ فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من أَمركُم من الْأُمَرَاء بِشَيْء من مَعْصِيّة الله فَلَا تطيعوه وَقد روى عَن أبي بكر الصّديق رضى الله عَنهُ أَنه صعد الْمِنْبَر بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسبعة أَيَّام فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَصلى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس انكم وليتموني أَمركُم وَلست بِخَيْرِكُمْ فان أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن ضعفت اَوْ عدلت عَن الْحق فقوموني وَلَا تخافوا فِي الله أحدا إِن اكيس الْكيس التقى وان احمق الْحمق الْفُجُور ثمَّ اني أخْبركُم أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول فِي الْغَار إِن الصدْق أَمَانَة وَإِن الْكَذِب خِيَانَة أَلا إِن الضَّعِيف مِنْكُم القوى عندنَا حَتَّى يُعْطي الْحق غير متعتع وَلَا مقهور والقوى هُوَ الضَّعِيف عندنَا حَتَّى نَأْخُذ مِنْهُ الْحق طَائِعا أَو كَارِهًا ثمَّ قَالَ أطيعونا مَا أَطعْنَا الله وَرَسُوله فَإِذا عصينا الله وَرَسُوله فَلَا طَاعَة لنا عَلَيْكُم فَقومُوا إِلَى صَلَاتكُمْ رحمكم الله وَقد روى عبد الرَّحْمَن بن عبد رب الْكَعْبَة أَنه قَالَ انْتَهَيْت إِلَى عبد الله بن عمر رضى الله عَنهُ وَهُوَ جَالس فِي ظلّ الْكَعْبَة وَالنَّاس حوله مجتمعون فَسَمعته يَقُول قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّه لم يكن شَيْء الا كَانَ حَقًا على الله أَن يدل أمته على مَا يُعلمهُ خيرالهم وَيُنْذرهُمْ مَا يُعلمهُ شرالهم وان أمتكُم هَذِه جعلت عَاقبَتهَا فِي أَولهَا وَإِلَى آخرهَا سَيُصِيبُهُمْ بلَاء