الِاجْتِهَاد وَالثَّانِي أَن يسْعَى لتَحْصِيل الْعلم وحيازة رُتْبَة الِاسْتِقْلَال بعلوم الشَّرْع فَإِن الْإِمَامَة وان كَانَت صَحِيحَة منعقدة فِي الْحَال فخطاب الله تَعَالَى قَائِم بايجاب الْعلم وافتراض تَحْصِيله وَإِذا ساعدت الْقُدْرَة عَلَيْهِ لم يكن للتواني فِيهِ عذر لَا سِيمَا وَالسّن سنّ التَّحْصِيل وريعان الشَّبَاب معِين على الْغَرَض وَالْقدر الْوَاجِب تَحْصِيله شرعا إِذا صرف إِلَيْهِ الهمة الشَّرِيفَة حصل فِي قدر يسير من الزَّمَان وَلَا يَلِيق تطلب غايات الْكَمَال إِلَّا بالحضرة المقدسة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة المحقوقة بالعز والجلال
وَإِذا اتَّضَح فِي هَذَا الْبَاب بِهَذِهِ الْبَرَاهِين اللائحة أَن مُقْتَضى أَمر الله أَن الإِمَام الْحق المستظهر بِاللَّه هُوَ الْمُتَعَيّن لخلافة الله فَمَا أَجْدَر هَذِه النِّعْمَة أَن تقَابل بالشكر وَإِنَّمَا الشُّكْر بِالْعلمِ وبالعمل وبالمواظبة على مَا أودعته فِي الْبَاب الآخر من الْكتاب وعَلى الْجُمْلَة فَشكر هَذِه النِّعْمَة أَلا يُرْضِي أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يكون لله على وَجه الأَرْض عبد أعبد وأشكر مِنْهُ كَمَا أَن الله تَعَالَى لم يرض أَن يكون لَهُ على وَجه الأَرْض عبد أعز واكرم من أَمِير الْمُؤمنِينَ فَهَذَا هُوَ الشُّكْر الموازي لهَذِهِ النِّعْمَة وَالله ولي التَّوْفِيق نمنه ولطفه