مُضَافَة مُشْتَركَة تَارَة يُرَاد بهَا الْكَثْرَة فِي الْأَجْوِبَة عَن مَسْأَلَة وَاحِدَة كالجواب عَن الْخَمْسَة والخمسة والسبعة والستة وَغَيرهَا وَتارَة تطلق وَيُرَاد كَثْرَة الْأَشْخَاص المتفقين فِي مَذْهَب والمختلفين فِيهِ فَرَأَوْا مُفَارقَة الْبَاطِل للكثرة المضافة الى عدد الاجوبة فِي مَسْأَلَة واجدة فاستدلوا بِهِ على بطلَان قَول وَاحِد فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة اجْتمع عَلَيْهَا جمَاعَة كَثِيرَة اخْتلفت كلمتهم فِي مسَائِل سوى تِلْكَ المشكلة لَكِن هَذَا وان كَانَ تلبيسا بَعيدا عَن المحصل فمقصود وَاضعه التلبيس على الْعَوام وَذَلِكَ مِمَّا يتَوَقَّع رواجه فَالْحِيلَةُ على الْعَوام فِي استدراجهم لَيست ممتنعة على جمَاعَة من الحمقى قد ادعوا الربوبيه فَكيف تتعسر عَن غَيرهَا واما قَوْله تَعَالَى {وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا} فَهُوَ من هَذَا الطّراز فِي التلبيس فَإِن المُرَاد بِهِ تنَاقض الْكَلِمَات فِي الْمُتَكَلّم الْوَاحِد إِذا تنَاقض كَلَامه فسد وَنحن لم يتناقض كَلَام الْوَاحِد منا فِي مَسْأَلَة بل اجْتمع طَائِفَة على مَسْأَلَة وَهِي اثبات النّظر كَمَا اجْتمع طَائِفَة على التَّعْلِيم واثباته ثمَّ اخْتلفُوا فِي مسَائِل اخرى فَأَيْنَ هَذَا من اخْتِلَاف الْكَلَام الْوَاحِد
فَإِن قيل المتعلمون إِذا اجْمَعُوا على التَّعْلِيم وعَلى معلم وَاحِد وأصغوا بأجمعهم إِلَيْهِ لم يكن بَينهم خلاف وَإِن كَانُوا ألف ألف قُلْنَا والناظرون إِن اجْمَعُوا على النّظر فِي الدَّلِيل وعَلى تعْيين دَلِيل وَاحِد فِي كل مَسْأَلَة ووقفوا عَلَيْهَا لم يتَصَوَّر بَينهم خلاف فَإِن قُلْتُمْ فكم من نَاظر فِي ذَلِك الدَّلِيل بِعَيْنِه قد خَالف قُلْنَا وَكم من مصغ الى معلمكم وَقد خَالف فان قُلْتُمْ لانه لم يصدقهُ فِي كَونه مَعْصُوما قُلْنَا وَلِأَن النَّاظر لم يعرف هَذَا وَجه دلَالَة الدَّلِيل فان قُلْتُمْ رُبمَا يعرف وَجه الدّلَالَة ثمَّ يُنكر قُلْنَا هَذَا لَا يتَصَوَّر إِلَّا عنادا كَمَا يعْتَقد وَاحِد كَون الامام الْمَعْصُوم حَقًا ثمَّ يُخَالِفهُ فَلَا يكون ذَلِك الا عَن عناد وَلَا فرق بَين المسلكين
وَأما الدّلَالَة الرابعه وَهِي قَوْلهم ان كَانَ لَا يدْرك النَّاظر المساواه