نشرت سنة 1988
من نحو عشرين سنة ذهبت في رحلة إلى ألمانيا وبلجيكا وتلك الديار، ورأيت في المركز الإسلامي في آخن وفي بروكسل (وفي غيرهما من المراكز) طائفة من الشبان المسلمين، لو قلت بأنهم من بقايا شباب الصحابة، صلاحاً وتقى وتمسكاً بالإسلام واستعداداً لبذل الروح في سبيله، لما كنت مبالغاً. ومضت على ذلك سنوات، فجاءني بعضهم في مكة المكرمة أيام الحج، ومعهم شاب ألماني قال إنه دخل في الإسلام وأقام عليه سنين، ثم أزمع العودة إلى ما كان عليه من دين. وهم يريدون أن يستعينوا بي على تثبيته على الإسلام.
فسألته، فأكد لي -على لسان الترجمان- بأن هذا صحيح، فقلت له: وما الذي رغبك في الإسلام أولاً ثم رغبك عنه ثانياً؟
فتكلم كلاماً طويلاً خلاصته: أنه عرف في ألمانيا جماعة من الطلبة المسلمين وخالطهم، فوجدهم في صدق لهجتهم واستقامة سيرتهم، وتعففهم عن الفحشاء، وحفظ لسانهم من الكذب والغيبة والنميمة، وأيديهم من البطش بالباطل والعدوان على