هذه البذور التي نُثِرت في أدمغة الشبّان سرعان ما تنبت.
لقد تسربت إلى هذه الأدمغة مفاسد العصر كلها عن طريق مباشر هم هؤلاء المدرّسون، وفيهم القومي والشيوعي والشيعي والنصيري والنصراني والمنحل الخلق، وكل ذي نحلة فاسدة وخلق ذميم، والمدرّسات الفاسقات المتكشفات. وطريق غير مباشر، هو الإذاعة والمطبوعات ورحلات السعوديين إلى الخارج، ومجيء غير السعوديين إلى البلاد.
إن البلاد على خطر في دينها لا يبدو الآن، ولكنه سيظهر بعد عشر سنوات حين يتسلم طلاب اليوم مقاليد الأمر، لا سمح الله.
لقد نبَّهتُ مراراً وقلت وكتبت فما سمع مني أحد، وقلت ذلك للمشايخ ورجال الحكم فما كان لكلامي أثر، فانتبهوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الانتباه.
إني أُحذِّر أبناء هذا البلد الطاهر مصيراً كمصير مصر والشام والعراق في السفور والحسور والفسوق، وضعف الدين وأهله وقوة الكفر وسيطرته.
ولا أملك إلاّ القول، وقد قلت، والله المستعان.
علي الطنطاوي (من دمشق)
مكة المكرمة: غرّة شعبان 1384
* * *