من أولي السَّعَة والغنى، وهو يقنع بمرتبه القليل ويصبر على الضيق أملاً بالغنى والسّعة في الآخرة. والمرأة المؤمنة بالغيب هي التي ترى صاحباتها يتّبعنَ الموضة ويسلكن طريقها ويكسبن إعجاب الناس، وهي تَقْدر على ذلك وتميل إليه، ولكنها تخالف نفسها وتقيم على حجابها، وترضى أن يقولوا عنها «متأخرة» أو «مجذوبة» رجاء المكافأة في الآخرة.
المؤمن بالغيب هو الذي يمتنع عن الحرام مهما كان لذيذاً ومهما كان مفيداً في الدنيا، لينال الثواب في الآخرة. وهذا شيء ثقيل على النفس.
وابن الجوزي أشار إلى هذا المعنى في كتابه «صيد الخاطر»، فقال إنه ليس العَجَب ممّن يتّبع هواه ويبتغي اللذّة، سواء أكانت في الحلال أم في الحرام، بل العجب ممّن يخالف نفسه وهواه ويتبع رضا الله.
قال: "جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة، ثم هي من داخل، وذِكْرُ أمر الآخرة خارجٌ عن الطبع، ثم هو من خارج. وربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى، لما يسمع من الوعيد في القرآن، وليس كذلك، لأن مَثَل الطبع في ميله إلى الدنيا كالماء الجاري، فإنه يطلب الهبوط، وإنما رَفْعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف. ولهذا جاء الشرع بالترغيب والترهيب يقوّي جُندَ العقل، فأما الطبع فجواذبه كثيرة، وليس العجب أن يَغْلِب، إنما العجب أن يُغلَب" (?).