نشرت سنة 1955
إن قالوا: «جامدون» فقولوا: نعم، نحن جامدون وأنتم مائعون! إن الماء الجامد كقطعة الألماس التي يبسم فيها النور وتقبّلها شفاه الشمس، أما المائع فيجري حتى يكون وحلاً تطؤه الأقدام.
فأينا أنقى وأطهر: نحن الجامدين، أم أنتم أيها المائعون؟
وإن قالوا «رجعيون» فقولوا: نعم، ولكنها رجعة إلى أيام المجد الذي شدناه على قمة الدهر، والنور الذي أضأناه للزمان ليعرف طريقه إلى الخلود، والحضارة التي دِنّا بها البشر وجعلنا بها الإنسان خليقاً بالإنسانية.
فهل تكرهون أن «نرجع» إلى مثل تلك الأيام؟
وإن قالوا: نحن «تقدميون»، فقولوا: نعم، ولكنكم لا تتقدمون إلا إلى الهاوية، هاوية الانحلال والفساد، تريدون أن تكونوا أحراراً في غرائزكم كحرية الدِّيَكة والحمير، فمن قرّبكم من هذه الهاوية فقال لكم: اهتكوا أستار العورات وارفعوا السجف بين الرجال والنساء، فهو تقدمي، ومن زلّ لسانه مرة