الحق؟ الحق أن كل ما عملناه يتلخص في كلمة واحدة، هي (ولا مؤاخذة): إننا لم نعمل شيئاً! إن عملنا كله «لا شيء»؛ إنه «صفر».
فلنبدأ من نقطة الصفر. إن الذي يريد أن يطلق النار على عدوّه في الحرب ينبغي أن يعرف أولاً أين هو عدوّه، وإلا أطلق النار إلى اليمين والعدو في الشمال. فلنعرف أولاً خطط أعدائنا لنرد عليها بخطط مثلها، لننتبه إلى مداخلهم علينا لنَسُدّ هذه المداخل. لنقلل من الكلام ولنكثر من العمل، لنترك الجعجعة والصراخ ولنتعلم العمل في صمت.
يجب أن يكون للعمل الإسلامي قيادة نبيهة واعية تحشد القوى وتوزع الوجائب، فلا تكلف أحداً إلا بما يستطيع، ولا يجاوز أحدٌ ما كُلِّف به.
لا أريد أن أدخل في التفاصيل، لأن أجدادنا كانوا يقولون: «ثبِّت العرشَ ثم انقُش»؛ فالنقش لا يفيد إن لم يُثبَّت العرش، وذكر التفاصيل لا ينفع إن لم يُقَرّ الأصل. بل إن التفاصيل لا يجوز أن تذكر في مقالة عامة ولا تُعلَن في خطبة، بل تكون سراً، كالخطة الحربية في القيادة العامة، تُحفَظ وراء خمسين قفلاً لتخرج رأساً للتنفيذ يوم المعركة.
فهل لما قلت تحقيق، أم أنا أحلم يقظانَ، وأتمنى ما لا يكون؟
* * *