نشرت سنة 1946
[الكُتّاب أطباء الأمة، فإذا جامل الطبيب مريضه فكتم عنه داءه لم يبرأ منه أبداً.]
هذا يوم المولد (?)، وإنه لمحطّة في طريق الزمان، فلنقف عليه كما يقف المسافر في المحطة ليلقي ببصره حوله، فينظر إلى أين يسير، وكم قطع من طريقه إلى غايته، وهل يمشي إليها على الصراط السويّ أم قد ضلّ عنها وجانَفَها، وهل يساير القافلة أم شرد عنها وفارقها؟ ولنحاسب فيه أنفسنا كما يحاسب التاجر نفسه، فيرى ما له وما عليه.
أما أنا فقد وقفت ونظرت، فأنَبْتُ وقد فاضت النفس حسرة وامتلأت ألماً، وأيقنت أن الذي علينا أكثر من الذي لنا، وأننا قد خسرنا!
ولم يكن التشاؤم من شأني ولا اليأس مذهبي، ولكن ما نحن فيه يُؤْيِس الآمل ويَكْرُب المتفائل. وأين -لعمري- باب