وإن ناقشتهم في هذه الحضارة التي زعموها للعرب: أين هي؟ وأين كانت مخبوءة طوال أربعة عشر قرناً فلم يبصرها أحد من المؤرخين حتى جاء الخواجة كريستوفر كولومبس القرن العشرين فاكتشفها، وتحققت على يده معجزة «البعث» فبُعِثَت له «حيّة» تسعى؟ قالوا: إنها حضارة حمورابي، وفراعنة مصر، وفينيقيي الشام، وآشوريي بابل، وتبابعة اليمن ...
فإن عجبت وقلت: وما شأن أكثر هؤلاء بالعرب، وقد قال أبو عمرو بن العلاء (وهو أعرف بالعربية وأهلها من الخواجة ميخائيل)، قال: ما عربية هؤلاء بعربيتنا ولا لسانهم بلساننا (?)؟ قالوا: لقد ثبت أنهم ساميون وأن أصلهم من جزيرة العرب، وحقّقت ذلك نظرية المَوجات.
قلنا: أما أنهم ساميون وأنهم خرجوا من الجزيرة، فنعم. ولكن اليهود أيضاً ساميون، فهل اليهود عندكم عرب؟ وإن كانوا عرباً، فلماذا لا تذهبون إلى أميركا وتعلنون هذه الحقيقة، فتحلّوا المشكلة التي عجزت عن حلها هيئة الأمم المتحدة؟ ولا تنسوا أن تأخذوا معكم طلبات انتساب فارغة ليملأها أيزنهاور وتشرشل ومالنكوف، فيصيروا جميعاً من مريدي حضرة الخواجة. أما ابن غوريون فلا حاجة به إليها، لأنكم أقررتم له بأنه عربي قُحّ من أهل الشّيح والقَيْصوم!
ولعلها ما وصلت نتيجة هذا «البعث» إلى تل أبيب إلا لأن