والجانب العلمي، أي العلوم المادية من الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء وأمثال ذلك، فهذا نأخذه كله، ونتعلمه حتى نصير نحن أساتذته ونسبق فيه أهله أو نجاريهم فيه.
وما يتعلق بالفنون الجميلة، ما كان منه مخالفاً لديننا كالتصوير المجسم والرقص العاري والاختلاط الخبيث باسم الفن، فهذا لا نقبله ولا نوافق عليه.
وما يتصل بالعادات والأخلاق الاجتماعية ففيه تفصيل. المشاهَد أن الأخلاق الاجتماعية الصالحة -من الوفاء بالوعد، والمحافظة على الكلمة، والصدق في المعاملة، والترتيب والنظافة، والتعاون المثمر، وأمثال ذلك- موجود عند الإفرنج متوافر في أكثر مجتمعاتهم، وكله مما يأمر به ديننا، فإذا أخذنا به فقد عملنا بأحكام الدين.
أما الأخلاق المتصلة بالجنس فقد بلغت عندهم نهاية الانحطاط، فعندهم التكشف والخلاعة والاختلاط وهوان الأعراض وإعلان الفجور، فهذا لا نقبله منهم ولا نقلدهم فيه، ونحاربه ما استطعنا، لأن ديننا وشرف سلائقنا وعاداتنا وأعرافنا كلها توجب علينا محاربته.
* * *
الخلاصة أن العلوم المادية -من الكيمياء والفيزياء والطب والفلك والجغرافية وأمثالها- نأخذها كلها، أعني نأخذ حقائقها الثابتة لا نظرياتها، ولا يمكن أن نجد نصاً في القرآن قطعياً يعارض حقيقة علمية مشاهَدة. والمخترَعات الجديدة -من