عاداتنا، هل الطابع الإسلامي الخالص أظهَرُ فيها أم الطابع الغربي (الأفرنجي)؟
فينبغي أن نمحّص حياتنا وأن نجردها مما طرأ عليها. وأنا لا أقول بترك هذه الحضارة الجديدة والعودة إلى ما كنا عليه من ستين أو سبعين سنة، ولا إلى أخذ هذه الحضارة بكل ما فيها.
لما جاءتنا هذه الحضارة أول مرة، من أكثر من نصف قرن، أصابتنا في دهشة، ورأيناها مفاجأة دفعتنا إلى أحد موقفين: منا من ازداد تمسكاً بقديمه وأعلن رفضه الكامل لكل ما جاءت به من خير ومن شر، ومنا من أقبل عليها يأخذها بكل ما فيها من خير أو شر.
وكلا الموقفين خطأ، وكل من الطرفين مخطئ. واشتد الجدال بينهما وامتد النزاع، وقامت معركة في غير طائل. ولست أسرد تاريخاً، ولا أحيط بخمس دقائق بجوانب الموضوع، ولكن أعرض الخطوط العريضة.
إذا كان كل من الموقفين خطأ فما هو الموقف الصحيح؟ الجواب أن الحضارة الغربية، أعني هذه الحضارة الجديدة، لها جوانب. جانب فكري فلسفي، وجانب عملي علمي، وجانب فني، وجانب يتصل بالعادات ويتعلق بالمجتمع.
ورأيي أنا أن الجانب الفلسفي (الذي يبحث فيما وراء الطبيعة) لا نحتاج إليه، ولا ينبغي أن يشتغل به إلا نفر من الأساتذة والطلاب المختصين، للعلم به ومناقشته والرد عليه.