تُداوَى بالكيّ الإبل الجربى، ولكني لم أجدْ، فأغضيتُ عنهما، وأغمضت عينيّ وتناومت وأنا أسمع حديثهما. ولن أروي بالنص هذا الحديث، ولكني ألخصه للقراء:
قال أحدهما: وما هذا العقّاد؟ إنه يحتاج إلى «ديكشينري» حتى يُفهَم ... لماذا لا يكتبون بلغة سهلة؟
وأفاض في حديث الأدب بمثل هذا الأسلوب وهذا الفهم، يخلط كلامه بالفرنسية تارة وبكلمات من الإنكليزية لا أعرف ما هي أخرى، حتى سأل رفيقه: هل بدأت المطالعة؟ لقد قرب الامتحان.
قال الآخر: لا، إني لم أستطع.
قال: طبعاً يا أخي، أنت مشغول بما هو أهم.
وضحك ضحكة بَغِيّ وَقَاح.
قال: لا، أبداً.
قال: وفلانة؟ (وسمّى اسمها).
قال: ليس بيننا إلا أنها زميلتي وأني أقرأ معها.
قال: تقرأ في جروبي وفي طريق الهرم؟
قال: هو أنا الوحيد الذي يعمل هذا؟
وتشقّقَ الحديث عن فضائح منكرة وحكايات لها رائحة منتنة، لا أنقلها، وإن كان فيها دليل جديد لنا على وجوب انفصال