الدين وأصوله عليها مدار علمهم وعملهم، وهي لا سواها الحجة عندهم. فما أغناهم بها عن حديث غيرهم، صحّ حديث الغير أم لم يصح. وقال (162): والتجسيم معروف عن الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه، ولقد رأينا من قبل أن ابن تيمية وابن القيم رأيهما ذلك أيضاً. وقال (163): والتجسيم رأي محمد بن عبد الوهاب وعليه اليوم الوهابية جميعاً، لا يتحاشون في ذلك، وقد نقله الشهرستاني عن أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني (أي الظاهري) ومالك بن أنس ومقاتل بن سليمان وجماعة من أئمة أهل السنة. وقال (64): ومتى كانت الشيعة تعتبر تفسير الطبري وتعتمد عليه؟ وقال (86): ومتى كان ابن خلدون وغيره من علماء السنة، اللهم إلا القليل، لا يحمل حقداً ولا يتحامل عندما يقف مؤرخاً للشيعة، ومتى كان المؤرخ منهم لا يرتكب زوراً وبهتاناً عند سنوح كل فرصة؟ وقال فيها: الاعتماد على ابن خلدون وأمثاله مثل من يريد أن يبحث عن الشريعة الإسلامية وصحة نبوّة النبي فيعتمد على كتب النصارى قبل سبعة قرون ... إلخ.
* * *
ومؤلف الكتاب، البحاثة المحقق، لا يسوق هذا على أنه رأي له، بل على أنه معتقَد الشيعة وأنه المعتمَد عندهم. وأنا أصدّقه في ذلك ما لم أرَ علماء الشيعة يكذّبونه فيه وينكرونه عليه، وأقول: إذا كان إخواننا الشيعة يعتقدون أن المهاجرين والأنصار لم تَصْفُ نفوسهم لفهم الدين ولم يصل إلى أعماق قلوبهم، ونحن نراهم أئمة الهدى ووَرَثة الرسول، وإذا كانوا يسبّون أكثر الصحابة ونحن نجدهم خلاصة الإنسانية ولباب البشر، وإذا كانوا لا يقبلون