الإسلام مطابقة لروح العصر. والإسلام ابن حضارة وعلم، ابن حياة ومدنية، فلا يجوز أن يكون متّبعوه عالة على الأمم في العلم والعمران.
يجب أن نعود في كل علم إلى أربابه، فلا نبعث طلابنا يدرسون اللغة العربية إلى باريس كما تفعل وزارة معارفكم، ولا نقتبس تاريخ التشريع الإسلامي والقرآن والحديث من المستشرقين كما يفعل بعض مدرّسي الوزارة، كما أننا لا نعود في الطب إلى «تذكرة داود» كما يفعل بعض علمائنا!
إن علينا واجباً ضخماً هو إبلاغ رسالة الإسلام لأهل القرن العشرين، ولا يتم ذلك إلا إذا فهم علماؤنا عقلية أهل القرن العشرين، ودرسوا أساليب التفكير فيه، واطلعوا على دخائل الحياة وأوضاع المجتمع ... وحينئذ يعلمون أن الأمر أكبر من أن تكفي فيه خطبة حماسية تُلقَى على منبر، أو كتاب يقرأ في مدرسة، أو حفلة تقام في زاوية، وحينئذ يمتنع أمثالي ممن لم يتخصص في العلوم الإسلامية عن أن يخوض فيها.
أيها السادة، بهذا يكون الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم: بنشر شريعته وإحياء دينه، لا بالخطب الجوفاء والزينة الباطلة وحفلات اللهو والطرب. أعاده الله عليكم باليُمن والفلاح.
* * *