حديث أذيع سنة 1967
أنا من أقدم المحدثين في الإذاعة؛ فلقد حدّثت من أول إذاعة عربية من نحو ربع قرن ولا أزال أتحدث إلى اليوم، وطريقتي التي لا أحيد عنها هي أن أقول ما يفهمه العامي ولا ينكره العالِم، وأن أجتنب المباحث العلمية لأن مكانها الجامعات والنوادي لا الإذاعات.
هذه طريقتي، ولكني سأحيد عنها في هذا الحديث. إني سأتكلم -مضطراً- بما يعلو عن أفهام العامة، وهذا تحذير، فهل سمعتم بمحدّث يبدأ حديثه بالتحذير من سماعه؟
* * *
قلت إن هذه الحضارة الغربية التي أقبلنا عليها واغترفنا منها فيها ما لا يمنعه ديننا ولا يحرم الأخذ به، فنحن نأخذه مطمئنّين، وفيها ما يحتاج إلى بحث ونظر، وفيها ما يخالف الدين الذي نَدين به والأخلاق التي نتحلّى بها.
أما ما يخالف فهو الذي يطلق الغرائز ويثير الشهوات، ثم