نشرت سنة 1937
علم القرّاء نبأ ذلك العدوان الفظيع الذي ضَجّت له دمشق وهال كلَّ مسلم وكلَّ عالم فيها، ذلك العدوان على الدين الإسلامي والحقيقةِ والعلم، الذي اهتمت له جمعية العلماء في دمشق وراجعت من أجله الحكومة، وأذاعت بياناً تهدّئ به من حماسة هذا الشعب الأبيّ المسلم الذي يعرف الناسُ كلهم ماذا يفعل إذا غضب، والذي لم تُخِفْه مدافع فرنسا ودباباتها ولم تكسر من وطنيته، فكيف يخيفه هذا الخواجة المسيحي وهؤلاء الأربعون من الخواجات المسلمين، والموقفُ موقف عدوان على الدين، والدينُ أعزّ من الوطنية، وافتراء على الحقيقة، والحقيقةُ أثمن من المادة، ومسّ للعقائد، والعقائدُ فوق كل شيء؟ فسكت الشعب ينتظر على مضض.
وكان يهوّن هذا العدوانَ (ولن يَهون) أن هذا الرجل جاهل بهذه المادة فيجب ألاّ يوكَل إليه تدريسها من الأصل، وكنت أظن أنه سيتنصّل من هذه الأقوال المضحكة الظاهرة البُطلان، فإذا هو يصرّ عليها ويطلب مناظرته، فلا يقبل طالب علم في دمشق أن يتنزّل إلى مناظرته فيها، فيبعث أحد تلاميذه للردّ على مقالتي