هذا الوهابي الذي بثّ في نفوس الناس الفساد" ... فتركته. وذهبت إلى الثالث فسألته عن مسألة مما يعترض به أعداؤنا علينا، فأسكتني بشدة وقال لي: "لا تقل هذا، يُخشَى عليك"! قلت: يا سيدي، أنا أنقل كلامهم لأعرف ردّه، وناقل الكفر ليس بكافر. فقال: "أعوذ بالله من هذا الجيل"، وأعرض عني.
لا تغضبوا أيها السادة، فلا أريد أن أقول إن العلماء كلهم على هذا النمط، ولكني أريد أن أقول إن أكثر علمائنا يعيشون بيننا وكأنهم يعيشون في القرن التاسع الهجري، ويفكرون بعقول أهل ذلك القرن، وهم بعيدون عن فهم روح العصر وعلومه لا يستطيعون أن يتفاهموا مع الشباب.
أما الشباب فاسمعوا حديث الشباب: الشباب يقبلون كل شيء يجدون عليه طابع أوربا، ولو كان الفجور والكذب والحماقة والبلاء الأزرق، ويردّون كل ما عليه شارة الشرق وطابع الدين. وكل كلمة يقولها عالم من أوربا حق لا غبار عليه، وكل ما يقول علماؤنا سخف وجمود!
* * *
هذه هي حالنا؛ نحن نحتاج إلى من يفهم روح الإسلام ويدرك حاجة العصر، ثم ينقطع لدرس مسألة واحدة على أسلوب البحث العلمي وفي ضوء علم أصول الفقه، على نحو ما درس العلامة المصري الشيخ أحمد شاكر مسألة الطلاق، وهي من المعضلات، فوُفِّق في كتابه «نظام الطلاق في الإسلام» إلى أحسن حلّ لها مُستنبَط من الكتاب والسنة.