العبرة في هذا العدوان السخيف أن هذه المفتريات -على ظهورها ونتنها- ألقيت على صف عالٍ فيه قرابة أربعين طالباً مسلماً، فما أحسّ بها ولا أنكرها إلا بضعة طلاب، أنكروها بضعف وجادلوا فيها بجهد المُقِلّ، وقَبِلها الباقون جملة وتعصّبوا لها ودافعوا عنها.
أفليس في هذا دليل على أن نزع الدروس الدينية من مناهج التدريس ومن مواد الامتحانات العمومية قد حقق أغراض المستعمرين وأذناب المستعمرين، وأخرج جيلاً جديداً جاهلاً بأصول الإسلام وعلومه وتاريخه، مجرَّداً من الغيرة الإسلامية؟
إنه لم يبقَ إلا أن يُسمّى هذا الجيل جورج وميشيل وطنوس بدلاً من أحمد ومحمد ومحمود! وماذا تغني الأسماء؟ هل يدخل الرجل الجنة بورقة النفوس أو بشهادة الميلاد؟ وهل يصبح القط أسداً بورقة تعلَّق في عنق القط مكتوب فيها أنه أسد؟
فإذا لم تعالَج هذه المسألة بصورة جدية سريعة، وإذا أضعنا هذه الفرصة الأخيرة، جاء وقت لا ينفع فيه العلاج، لأن المريض يكون قد مات! (?)