الستة (كذلك!) وأعياد المولد (وقد نص الشاطبي على بدعيّتها) والتوسل بالأولياء (وهي من المنكَرات) " ... فانظر كيف قرن مسألة أعياد المولد الفرعية بثبوت النص القرآني والكتب الستة، وهي عماد ديننا وجماع الإسلام كله، وماذا يبقى إذا كان الكتاب والسنة بدعة؟
هذا كلام لا يقوله إلا من أعمى التعصّبُ بصيرتَه حتى ما يفكر، وأعمى الجهلُ المركَّب بصره حتى ما يرى ويقرأ، وهذا ما لا يكون إلا بخذلان من الله، ونعوذ بالله من خذلانه.
* * *
وبعد، فإننا لم نملأ صفحات «الفتح» (?) ونتعب قرّاءه الكرام رداً على هذا الجاهل أو اهتماماً به، فهو أهون علينا من ذلك، وهو على الله أشدّ هواناً. ولقد عرفت الأيام من أعداء الإسلام كل وقح وأحمق وسخيف ومزوِّر، فذهب ما جاؤوا به وبقي الإسلام لم يضرّوه شيئاً، لأن الله تعهد بحفظه وجعل العاقبة لأهله. ولكنّا كتبنا هذا الفصل، وأطلنا في التمثيل على هذا الخلط وهذا العدوان، لنأخذ من ذلك عبرة تنفعنا اليوم. ونحن اليوم (في أكثر بلدان الشرق الإسلامي) في مطلع حياة جديدة، نصفي الماضي وننخل الحاضر، ثم لا يبقى إلا المنخول المصفّى من أخلاقنا وأوضاعنا وعاداتنا.