نشرت سنة 1937
جاءني أمس طالب ذكي من طلاب البكالوريا في ثانوية دمشق الرسمية ومعه دفتر، فقال لي: أنت رجل يدعو إلى الاجتهاد، صرّحتَ بذلك في مقالتك الأخيرة في «الرسالة»، فخذ انظر آراء هذا الإمام المجتهد الجديد.
قلت: أنا لم أدعُ إلى الاجتهاد المطلق ولم أفتح بابَه للطالب والجندي والتاجر والصانع، ولكن دعوت إلى تأليف لجنة من العلماء تضع لنا قوانين تستنبطها من الإسلام، نستغني بها عن هذه القوانين الأجنبية التي أصبح أخذنا بها -ونحن أمة منها انبثق نور العلم والتشريع- عاراً علينا، وتجتهد في استنباطها كما اجتهد الأئمة الأوّلون ... هذا ما قلت، فمَن هو المجتهد الذي تحمل إليّ آراءه في كرّاسة مدرسية؟
قال: هو الخواجة «فلان»، رجع من أوربا ومعه ورقة عليها اسمه وصورته وفي أسفلها خاتم مدير الجامعة، سحر بها الوزارة فقالت له: كن مدرّس التاريخ الإسلامي في صف البكالوريا، فكان! ثم أخذت الوزارةَ النشوةُ فقالت له: كن فقيهاً محدّثاً