المخزية، لا تجيء إلا ومعها اللعن- يستطيع أن يهدم بهذه الورقة المسوَّدة بالعار الأدبَ العربي في مصر، فجاء ينطح الصخرة برأسه، ولكنه لم يضرها ولم يؤثر فيها. وكيف وهي ما هي؟
ثهلان ذو الهَضَبات هل يَتَحلْحَلُ؟
هذه هي قصة المجلة التي يألم بعض إخواننا المصريين من تعرّضها إليهم وتعلقها بأذيالهم، ما زدتُ في سردها على ما أعلم أنه حق ... والتي تدعو اليوم إلى طرح البيان العربي بتوجيه همم الشباب إلى العناية بالمعنى دون اللفظ، لتصرفهم بذلك عن لغة القرآن، وتدعو إلى عُصْبة لبنانية، يَنْبَتُّ فيها أدباء هذا الجيل من جبال الشام من جسم الأدب العربي، وتدعو (ويسوؤني أن أقرر هذا الواقع) إلى عصبية نصرانية تُلقى فيها العداوة والبغضاء بين أهل البلد الواحد، وتبلغ بها الحماقة ويبلغ بها الغرض الذي يعمي ويَصُمّ إلى أن تنشر في الصفحة من صفحاتها هجاء فلان وفلان من أكابر كتاب العربية وأدبائها، ومَن هم بُناة بيانها الجديد ومفخرتها وعزها، وتدّعي أنهم ليسوا شيئاً، وتنشر في الصفحة بعدها تقريظ فلان وفلان من صبيان المتأدبين والتراجمة في لبنان!
* * *
لقد غدا أمر هذه المجلة معروفاً عندنا كل المعرفة، حتى ما يأبه أحد لها ولا يصرف إليها باله، ثم تألفت اللجان لمحاربتها على نحو ما بيّنا في مطلع هذا المقال.