منه، وما يعقب ذلك من سوء صحتهم وهزال أجسادهم. فما السبب فيه؟ السبب أن الولد أكل قبل الغداء بنصف ساعة كفّ شكلاطة، وقبل ذلك قطعة سكّر، وقبله تفاحة، فلا هو شبع بذلك وتغذّى ولا هو استبقى شهيته كاملة للغداء. هذا مثال «الاتصال الناقص» (كما سمّيته).
وقد خطر لي خاطر في حكمة ستر العورة. ذلك أني فكرت: لماذا شرع الله ستر العورة؟ وكل حكم في الشرع له حكمة. فوجدت أن اليد خُلقت للأخذ والعطاء والتحية والمصافحة، فلو قيّد الناس أيديهم لبطلت أعمالهم. والوجه لتعرف به الناس ويعرفوك به، وتراهم ويروك، وتسمعهم وتسمع منهم. أما ما بين السرّة والركبة فلا يصلح إلا لأحد أمرين: قضاء حاجة المرء في المرحاض، وحاجة الأزواج في المخدع. وعمل المرحاض لك وحدك، لا تدعو معك ضيوفاً ولا تُشهد عليه شهوداً، والزوجان في خلوتهما لا يسمحان لأحد بمشاهدتهما، لذلك كانت هذه المنطقة من الجسد منطقة حراماً لأنه لا حاجة لأحد بها، ولأن إظهارها يذكّر بما خُلقت له ويدعو إليه، فيكون ذريعة للوقوع في الفاحشة.
* * *
أما جريدة «الرأي العام» فلم أرها ولم أسمع بها، ولكن أعرف أن الرأي العام لا يكون الحق دائماً معه؛ فالرأي العام في مكة إبّان البعثة كان يقرر أن اللات والعُزّى آلهة تُعبَد، والرأي العام كان يقول يوماً إن الأرض مسطَّحة كالصفحة.