نشرت سنة 1937
دفعني إلى التفكير في هذا الموضوع الذي أكتبه اليوم خبر صغير قرأته كما قرأه الناس كلهم، ولكني قرأته بإعجاب وفخر. هذا الخبر الصغير الذي يصف في تواضع واختصار منقبة عظيمة ومكرمة قصّر عنها الفحول من الرجال ذوي الوجاهة والغنى، وقدرت عليها هذه المرأة التي تبرعت بنفقات الكلية الإسلامية. ولقد جمعت هذا المال الكثير بعملها وكدّها، لم ينتهِ إليها كما تنتهي الأموال إلى الوارثين لينفقوها في أسواق الرذيلة والعار.
على أني لن أقف مقالي على تمجيد هذه المرأة وإكبار عملها، فهي امرأة ماجدة وعملها عمل كبير، والعالم الإسلامي الذي قرأ الخبر في الجرائد -كما قرأته- مجّدَها وأكبر عملها من غير أن يحفزه إلى ذلك كاتب ضعيف مثلي. ولكني أحب أن أقصر مقالي على المدارس الإسلامية الدينية، وأن أهبط من سماء الخيال والأدب إلى أرض الحقيقة والواقع. والواقع أن المال اللازم لإنشاء هذه المدرسة في حلب قد توفر (أو توفر أكثره) ولم يبقَ إلا التفكير في صرفه.
وأنا أعلم أن الذين يقومون على صرفه لا يحتاجون إلى