شداد على فرسه بشواربه التي تشبه سواري مركب إلى صورة السلطان عبد الحميد، ومن صورة الملك حسين إلى صورة فيل من فيلة الهند ... ومن فوقها الأعلام من كل لون وشكل، من علم البلاد إلى علم الطريقة الشاذلية إلى علم إيران! وخلال ذلك العشرات من المصابيح الكهربائية تضيء في عين الشمس، فتُغْني الشركة الأجنبية وتفقر الشعب (?).
فسألت: فيمَ هذا كله؟
قالوا: هذا كله للاحتفال بالمولد!
ومرَّت الأيام، وارتقينا فأصبح كل حيّ يقيم حفلة في المسجد، وغدت الحفلات تقام في البيوت وعلى قوارع الطرق. ولكن ماذا في هذه الحفلات؟ قصة حياته صلى الله عليه وآله وسلم. غير أن قصة الحياة تبدأ عند الولادة، والناس يختمون القصة إذا وُلِد، فكأنهم لم يقرؤوا منها شيئاً.
ثم ماذا؟ أغانٍ وأناشيد، وأحلف لكم -أيها السادة- أنني سمعت مرة منشداً يقرأ في حفلة مولد أغنية غزلية معروفة، فلما انتهى منها قال: اللهم صلِّ وسلّمْ وبارك عليه، فقال الناس الأذكياء: اللهمّ صل وسلم وبارك عليه!
ومرّت الأيام، وانتبه الناس فدَعَوا الخطباء يخطبون. هذا جيد أيها السادة، ولكن ما هي جدواه؟ يسمع الناس هذه الخطب، وتفيض لها حماستهم وتخفق قلوبهم، وتنطلق أيديهم