قد قال له ذلك، نهاه الله عنها وعن أمثالها في كتابه وعلى لسان نبيه. فإذا لم يسمع كلام الله فهل يسمع كلامي؟ وربما كان في هؤلاء العصاة من هو مؤمن بالله وبالجنة والنار ويريد أن يترك ما هو فيه وأن يتوب منه وينصرف عنه، ولكنْ تغلبه نفسٌ تربَّتْ على المعصية وقلبٌ تعوّد القسوة، وبيئةٌ تغلّب عليها الفسادُ وأصحابٌ من طبيعتهم الانصراف إلى الشر، فعليّ -إذن- أن أنبّه في نفسه خوف الله، وأن أليّن قلبه حتى يسمع كلام الله، وأن أدعوه إلى أن يبدل بيئته إلى بيئة مؤمنة صالحة.
وربما صارت المعصية مرضاً. فأنت حين تقول لمدمن المخدرات: "اتركها وانصرف عنها" كمَن يقول للمريض: "دع المرض وارجع إلى صحتك ثم حافظ عليها"! إن الأمر قد خرج من يده، وهو اليوم أحوج إلى العلاج.
ولا يفهَمْ أحدٌ عني أني أريد إعفاءه من العقوبة التي أوجبها الشرع، فالعقوبة هي جزء من الإصلاح، ولولاها لانتشر المرض وعم وصار البلد كله مستشفى واحداً (?) وصار أهل البلد كلهم مرضى. ولقد أحسن العلماء هنا وأصابوا ووُفِّقوا حين أفتوا بقتل من يعمل على نشر هذا السم الذي اسمه «المخدرات» وعلى ترويجه بين الناس وعلى ترغيبهم فيه. ومن توفيق الله للمملكة أنها تعجّل بعقوبة الجاني، ولو أن حكومة الكويت نفّذت حكم القتل على هؤلاء المجرمين وما أجّلته ولا أبقتهم تطعمهم وتسقيهم، لما طمع هؤلاء المجرمون الآثمون في إنقاذهم، فخطفوا الطيارة