أوسع كتاب في اللغة، أملاه إملاء (?). والاستيعاب لابن عبد البَرّ، أملاه إملاء وهو ضرير لا يقدر أن يأخذ من الكتب. و «المبسوط» أوسع كتاب في الفقه، أملاه مؤلفه وهو محبوس في الجُبّ تحت الأرض لكلمة حق قالها عند حاكم ظالم (?)، فكان تلاميذه يقفون في الطريق يستَمْلون ويكتبون وهو يملي عليهم من بطن الجب، ما عنده كتاب ينظر فيه ولا مرجع يرجع إليه، وقد بيّنَ ذلك في كتاب العبادات في آخر باب الإقرار.
والطبري كان يريد أن يجعل تاريخه في ثلاثين ألف ورقة، فسأل تلاميذه فاستكثروه، فجعله في ثلاثة آلاف وقال: وا أسفاه، لقد كلّت الهمم عن طلب العلم!
وقاضي مصر بكّار بن قُتَيبة، لما سجنه ابن طولون وطال سجنه سأله طلاب الحديث أن يأذن لهم بالسماع منه، فكان يحدثهم وهو في السجن يأخذون عنه من وراء الباب.
وابن تيميّة كتب كثيراً من رسائله وهو في السجن. وابن سينا ألّفَ رسالته عن القولنج (ونحن لا نزال إلى الآن نستعمل في الشام كلمة القولنج (?)) ورسالة حَيّ بن يقظان (التي قلدها ابن