لهذا العمل وقال: إننا إذن سنكسر ما فيه من طوب أحمر أثري، وإن هذا خسارة لا تعوض لأنها آثار قديمة ستتلف بهذا العمل. وبعد ذلك سأل السيد ديمول، الممثل الألماني لصندوق الدَّيْن قائلاً: ماذا تعملون في البواكي؟ ثم سأل المستشرق السويسري بورك هارت: ماذا تعملون في عمدان الجامع؟ وبعد ذلك قام السيد فارنال، الممثل الإنكليزي لصندوق الدين، وسأل: ماذا تعلمون في البوابة الكبيرة؟ ".
وذكر الأمير جوابه لكل منهم، وهو جواب مقنع، ولكن القوم لم يقتنعوا. قال: "ثم زاد امتعاضي وقلت لجميع الجالسين: أما يَندى جبينكم خجلاً من هذا الوضع أيها الجماعة؟ إن الدين الإسلامي لا يسمح لغير المسلم أن يتدخل في أمور مساجد الله، والحكومة المصرية سمحت وتساهلت إلى حد أن تتدخلوا في شؤون نحو مئتين وخمسين مسجداً في مصر دون حق شرعي، والمسلمون لمّا أرادوا تعظيم شأن جامع مَن أدخل الدين الإسلامي في بلادنا تُحجمون وتوقفون عملنا؟ وعلى هذا فإني متنازل عن رياسة هذه اللجنة".
وتنازل الأمير، ووقف العمل.
* * *
قرأت هذا فأحببت أن أزور الجامع، ولم أكن زرته، وهو قريب من «الرَّوضة» حيث أقيم. فسألت فوجدت أنه لا يصل إليه ترام ولا سيارة، مع أن كل مكان في مصر -إلاّ هو- تمشي إليه سيارة أو ترام! فذهبت أخوض في التراب في طرق مهملة ومسالك