وقتل الوجيه الأنبل كبير الحضارم السيد سعيد العامودي، فقُتل علناً في جدة، كما قُتل عبد الله المحتسب واثنا عشر من وجوه الناس. ونفوا عشرات من كرام الناس، فمنهم من مات في منفاه كالسيد عبد الله باهارون، شيخ السادة من الحضارمة، ومنهم من رجع إلى جدة بعد أمد طويل كالشيخ عبد القادر قاضي جدة، والشيخ عمر بادرب، والشيخ سعيد باغلف.

وحضر بعد انتهاء الأمر الشريف عبد الله الذي ولي إمارة مكة، فقال له أعضاء اللجنة من الإنكليز والفرنسيين: لقد سرّنا قدومك إلى جدة قبل أن نسافر، لأننا نريد الوصول إلى مكة لنراها وخشينا أن يمنعنا أهل مكة من دخولها، فلما حضرت أنت وثقنا من دخولها، لأنه لا يستطيع أحد أن يمنعنا وأنت الأمير المُطاع النافذ الأمر.

فبلغ منه الضعف وبلغ من هيبتهم في نفسه أنه لم يستطع أن يردهم، واسمعوه يقول بلسانه (كما نقل ذلك زيني دَحلان) قال: "إنهم لما طلبوا مني ذلك تحيرت، وعلمت أني إن أجبتهم بأن ذلك محرَّم في ديننا لم يقبلوا مني الجواب وأن المسلمين لا يقبلون بدخولهم مكة، فألهمني الله جواباً عقلياً إقناعياً، فقلت لهم: أنتم رأيتم صورة مكة في الخرائط والجغرافيات، ليس فيها بساتين ولا أنهار ولا شيء من الزخارف، وإنما هي واد غير ذي زرع بين الجبال، وذهابكم إليها تعب بلا فائدة. فقنعوا بهذا الجواب وتركوا الذهاب".

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015