هديّتيَ التحيّةُ للإمامِ ... إمامِ العَدْل والمَلِكِ الهُمامِ
لأنّي لو بذلتُ له حياتي ... وما أحوي لَقَلاّ للإمام
أراكَ من الدّواءِ اللهُ نفعاً ... وعافيةً تكون إلى تَمام
أتأذنُ في الدخول بلا كلام ... سوى تقبيل كفّك والسلام؟
قال: فأدخل الرقعة، وخرج مسرعاً وأَذِن لي. فدخلت مسرعاً وخرجت، وأتبعني بألف دينار.
(تاريخ بغداد 3/ 412)
* * *
وصف بيمارستان (مستشفى)
بنى عبد المؤمن في مرّاكش بيمارستاناً ما أظن أن في الدنيا مثله، وذلك أنه تخيّر ساحة فسيحة بأعدل موضع في البلد، وأمر البنّائين بإتقانه على أحسن الوجوه، فأتقنوا فيه من النقوش البديعة والزخارف المحكمة ما زاد على الاقتراح. وأمر أن يغرس فيه مع ذلك من جميع الأشجار المَشمومات والمأكولات، وأجرى فيه مياهاً كثيرة تدور على جميع البيوت زيادة على أربع برك، في وسط إحداها رخام أبيض. ثم أمر له من الفرش النفيسة من أنواع الصوف والكتان والحرير والأديم وغيره بما يزيد على الوصف ويأتي فوق النعت، وأجرى له مبلغاً من المال في كل يوم برسم الطعام، وما ينفق عليه خاصة، خارجاً عما جُلب إليه من الأدوية. وأقام فيه من الصيادلة لعمل الأشربة والأدهان والأكحال، وأعد فيه للمرضى ثياباً للّيل وللنهار، ومن جهاز الصيف والشتاء، فإذا نَقَه المريض فإن كان فقيراً أمر له عند خروجه بمال يعيش