ومن غرائب الحظوظ أن أسرة بني بُوَيه كانت من أشهر الأسر التي سيطرت على الخلافة العباسية، وصبغتها بالصبغة الشيعية، وأسست ملكاً دام زمناً، وأفسدت الأمر فيمن أفسده من التُّرك والعَجَم والمغول.
وكان بُوَيه هذا، مؤسس هذه الأسرة، صعلوكاً يصيد السمك، فرأى في منامه كأنه خرج منه عَمود نار ثم تشعب حتى ملأ الدنيا، فأوّلوه له بأنه يخرج من ولده من يملك الأرض.
ومضت السنون، ودخل الجيش فصار قائد فصيل من الجند لابن زياد الدَّيلمي، وقلّ ما بيده من المال، فاستلقى على ظهره مفكراً مهموماً، فرأى حية في السقف، فلحقها ليقتلها فدخلت في شق في الجدار، فبحث عنها فوجد مخبأ فيه عشرة صناديق مملوءة ذهباً.
وطلب يوماً خياطاً يَخيط له ثوباً، وكان الخياط أصم، فخاف لمّا دعاه وجزع وقال: والله العظيم ما عندي إلا اثنا عشر صندوقاً، أدفعها إليك فلا تقتلني، فإني لست أعلم ما فيها.
فأحضرها، فوجد فيها مالاً عظيماً من أموال الملوك الماضين.
وكان يوماً يسير في طريق في شيراز، فساخت قوائم فرسه في حفرة، فنظر فإذا هي مدخل سرداب، فكشفه فإذا هو يوصل إلى بيت تحت الأرض فيه آثار قديمة لا تقدَّر بثمن.
* * *