يكفيه ويتصدّق بما يفضل عنه توقّياً من المعاملة والمبايعة، ومنهم من يبيع ما فضل عن قُوْته ويعود بثمنه في سائر مصلحته".
ومن نوادر هذا الباب: "قال أبو العباس السفاح لأبي دُلامة: سَلْ. فقال: كلباً. قال: ويلك، وما تصنع بكلب؟ قال: قلتَ سَلْ، والكلب حاجتي. قال: هو لك. قال: ودابة تكون للصيد. قال: ودابة. قال: وغلام يركبها ويتصيّد عليها. قال: وغلام. قال: وجارية تُصلح لنا صيدَنا وتعالج طعامنا. قال: وجارية. قال أبو دلامة: كلب ودابة وغلام وجارية ... هؤلاء عيال، فلا بد من دار. قال: ودار. قال: ولا بد من غِلّة وضَيْعة (?) لهؤلاء، قال: قد أقطعناك مئة جريب عامرة ومئة جريب غامرة. قال: ما الغامرة؟ قال: التي لا نبات فيها. قال: أنا أُقطعك خمسمئة جريب في فيافي بني أسد! فضحك وقال: قد جعلنا لك المئتين عامرة، بقي لك شيء؟ قال: أقبّل يدك. قال: أما هذه فدعها. قال: ما منعتَ عيالي شيئاً أهون عليهم فَقْداً من هذا (?).
ونادرة أخرى، قال: "أخبرني بعض الأدباء أن رجلاً من الشعراء قصد أحد الكُبَراء، فتعذّر عليه ما أمله عنده وحال بينه وبينه الحُجّاب. وكان ذلك الكبير آلفاً للصيد مُغرىً به، فعمد