الأَخْيِلَة المعقَّدة وهذه المَجازات البعيدة التي يعرفها اللسان الفارسي، ولو أني استطعت أن أفهم (أو لو أن الأخ استطاع أن يفهّمني) المُراد منها لجئت بما يقابلها في العربية أو بما يقوله العربي لو أراد هذا المعنى.
وعلمت في لكنو أن هذه القصيدة من النمط العالي الذي لا يصل إلى إدراكه إلا نفر من أفذاذ الأدباء سَمَّوك في أوائل من سَمَّوا منهم. فهل لك أن تنقل هذه القصيدة إلى العربية؟ وهل لك أن تختار من شعر إقبال ما يجعلنا نتذوق طعم أدبه ونلمّ بطريقته ونتجلّى أسباب عظمته؟ فإن كل ما قرأنا من كلامه مترجَماً إلى العربية لم يعرّفنا به ولم يدلّنا عليه.
ولقد قرأت أكثر ما تُرجم لإقبال وما كُتب عن إقبال، وفهمت عنه شيئاً ما أدري أصحيح هو أم أنني أخطأت الفهم؛ فقد كان من أكبر مفاخر الشاعر العربي أن يرفع بشعره قبيلة خاملة، أما إقبال فمن مفاخره أنه بنى دولة فيها ثمانون مليون مسلم كان شعره من دعائمها، فما هو هذا الشعر وما مثاله؟ وكنت أعرف أن شاعر العرب يقول:
والشّعْرُ ما لم يكُن ذكرى وعاطفةً ... أو حِكمةً فهو تَقطيعٌ وأَوْزانُ
ففهمت أن العاطفة في شعر إقبال شيء آخر غير عاطفة الشاعر العربي، وأن الحكمة عنده ليست حكمة المثل السائر والبيت البليغ الذي يحمل ثمرة تجربة في الحياة، ولكنها حكمة من نوع آخر. فما هي هذه الأنواع الأُخَر؟
لقد اشتدّت بي الرغبة في الوقوف على شاعرية إقبال حتى