لأتكلم عنه من الوجهة الإسلامية.
أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق، وأرى أنه يؤمن بالله، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده. وطه حسين من آثاره أنه سَنَّ سُنّة إدخال البنات الجامعات واختلاطهن بالشبّان، وما نرى ونلمس من نتائج هذه السنّة.
على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره، بل يسألني عن نفسي: ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبّان أن يقرؤوا؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه. فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين، وإن دعاه الصاوي يوماً «عميد الأدب العربي» فمشت الكلمة في الناس؟
الجواب: لا. «لا» بالقول الصريح، و «لا» بالقلم العريض؛ لأن لطه حسين كتباً فيها بلاء كبير -ككتابه «مستقبل الثقافة» - وكتباً فيها تمجيد للوثنيات اليونانية، وكتباً فيها الكفر الصريح. ولقد كنت في مصر أدرس في دار العلوم سنة 1928 (وكنت مع الشهيد السعيد سيد قطب في سنة واحدة، ولم أكمل)، ويومئذ صدر كتابه «الشعر الجاهلي» الذي يكذّب القرآنَ صراحة، والذي أُلِّفت عشرات الكتب في ردّه وإبطاله، من أشهرها كتاب الغمراوي «النقد التحليلي» وكتاب السيد الخضر «نقض كتاب الشعر الجاهلي» و «تحت راية القرآن» للرافعي، واتسعت القضية حتى دخلت الندوة (البرلمان).
وكتبه تفيض بالتناقض؛ يسوق الرأي ثم يعود فيأتي بضدّه.