من هذا التجديد! ومع ذلك فقد قرأنا في الجرائد من نحو شهر أن صاحب هذا الكتاب قد دُعي إلى محطة الإذاعة في القاهرة ليذيع منها شعره، رغبة منهم بنشر الأدب السوري وتوثيقاً للتعاون الثقافي بين الأقطار العربية!

وإذا نزلت بهذا الأسلوب دركة أخرى، وجعلت الموضوع كله في وصف بنات «المحل العمومي» وما يكون منهن وصفاً سافراً مفصَّلاً، جاء معك ديوان «قالت لي السمراء» لنزار قباني الذي صدر في دمشق منذ سنتين! وإذا زدت لغة هذا الديوان لعنة على لعنتها، وأسلوبَه عَمىً على عَماه، وموضوعَه فجوراً على فجوره، جاء معك ذلك الكتاب الذي أصدره في دمشق من نحو عشر سنين موظف عامي صغير في دائرة الصحة (?).

وهاكم مثالاً آخر؛ هو الكتاب الذي صدر في دمشق منذ عهد قريب، واسمه «مختصر تاريخ الحضارة العربية». وقد وُضع لطلاب المدارس الثانوية، ونصف مباحثه في القرآن وعلومه، والحديث وفنونه، والفقه أصوله وفروعه، والكلام، والفِرَق الإسلامية وعقائدها ... والذي راع صدورُه العلماءَ لما فيه من التخليطات التي يُكفَّر بمثلها المؤمن ويُجَهَّل العالم، ويُضحَك منه على ذقن قائله. وألّف مفتي الجمهورية لجنة للنظر فيه، فنظرت فوجدت فيه من الغلطات ما لا ينتهي العجب من صدوره ممن ينتسب إلى العلم ولو من وراء خمسة جدود، فكان مثال مؤلفيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015