شمس أخرى، شمس من ضياء النار، أما الشمس الحقيقية فقد أفلت.
12 - فتقول: هذا حسن، قد أفلت الشمس وغابت، فهي إذن غائبة. فيقول: لا، إنها ليست غائبة الغياب المعروف، ولكن غيّبَها الدخان، وهي في الحقيقة لم تَغِبْ.
فهذه اثنتا عشرة صورة في خمسة أبيات، تلاعب فيها بألباب السامعين وجاء فيها بشيء قد يدعو إلى الإعجاب، لما فيه من التصرف في أفانين القول وما فيه من العجيب النادر من التَّشابيه والاستعارات.
ولكن هل عرفتَ ما هو هذا الحريق؟ وكيف كان؟ وما الذي احترق؟ إلى آخر ما يعرض للذهن من أسئلة. أوَلا ينطبق هذا الوصف على حريق روما على عهد نيرون، وحريق الأموي أيام السلطان عبد الحميد، وعلى كل حريق في الدنيا؟ ألم تشعر أنك لم تخرج منه -على إبداعه- بشيء؟
هذا مثال للوصف الخيالي.
* * *
المثال الثاني قول البحتري في موكب المتوكل يوم العيد:
أظْهَرْتَ عِزَّ المُلكِ فيهِ بجَحْفَلٍ ... لَجِبٍ يُحاطُ الدِّينُ فيهِ ويُنْصَرُ
خِلْنا الجِبالَ تَسيرُ فيهِ وقد غَدَتْ ... عُدَداً يَسيرُ بها العَديدُ الأكثرُ