علوم الأدب
والقطعة الأدبية كالعمارة المشيدة؛ لا بد لبنائها من اختيار الحجارة وتمييز أنواعها، ثم معرفة بنيتها لئلا تكون نخرة أو فارغة، ثم نحتها بحيث يركب بعضها على بعض، ثم وضع المخطط بحيث يجيء البناء وفق الطلب ومقتضى الحال، داراً أو فندقاً أو حمّاماً، ثم تجصيصها ودهنها، ثم وضع زخارفها وتحسيناتها.
وحجارة البناء الأدبي الكلمات، تُعرَف أجناسها بعلم اللغة، وتركيبها وبناؤها بالصرف، ونحت أواخرها حتى يتصل بعضها ببعض بالنحو، ووضع القطعة بحسب ما تقتضيه الحال بالمعاني، والافتنان في التعبير بالبيان، والتجميل والتحسين بالبَديع والعروض.
أنواع النقد
والنقد نقدان: نقد القطعة من حيث لغتها وإعرابها وتأليفها ووزنها، وهذا «نقد علمي» لا يختلف فيه ناقد عن ناقد، لأن اعتماده على قواعد ثابتة وقوانين مقرَّرة، فإن اختلف فيه ناقدان رجعا إلى المعاجم الموثوق بها (?) وإلى كتب النحو والصرف والبلاغة والعروض.
ونقدها من حيث جمال أسلوبها وأثرها في نفس قارئها، وهو «نقد فنّي» اعتمادُه على الذوق، فهو لذلك قد يختلف باختلاف النقّاد.